
آه يا بيت ماورد..
تتغير عناويني، وما زلت أنت أنت..
لا تتغير..
بشرفتك التي على البحر والتي منها رميت كثيراً من الرسائل والقوارير..
بوسائدك الملقاة في كل مكان، بأكوابك التي أحضرتها رفاه ذات يوم، بشموعك التي أوقدوها الأصدقاء، بنافذتك التي تطل على بيوت الجيران الحميمة في هذا الفضاء..
أنا كذلك يا بيت ماورد لم أتغير، ولكني أحمل في جعبتي الكثير من التفاصيل والتعابير والكلمات والهمسات..
.
.
حقاً لست أعلم من أين أبدأ.ولكني سأوجز ما تم في العشرة أيام الأخيرة..
الجو بارد وجميل..
وصلنا إلى بيتنا..
.
.
كنت أترقب هذه اللحظة، وأنا التي كنت أتفرج كثيراً عليه في جوجل إيرث..
إنه هو..!
هو..!
بممره الحجري، حديقته الأمامية الصغيرة..بابه الزجاجي ولونه الأبيض..
الشارع يبدو جميلاً جداً ، الحي أنيق..وبيوت الجيران مزينة بكثير من الورود..
دخلت للبيت ، فأصبت بصدمة البيوت الإنجليزية الصغيرة..!
لوهلة بدا بيتي في جدة- والذي كنت أشتكي من صغره- متسع جداااااااا مقارنة بهذا البيت..!
الحمام صغير..المطبخ صغير..الثلاجة..الغسالة..الدرَج..
كأنه بيت الأقزام السبعة..! وثمة أميرة تختبئ وراء الممر الحجري..
أفقت سريعا من صدمة صغر البيت على اتساع الشبابيك وروعة المنظر من كل غرفة..!
بدأ يحوطني بحميميته كما وعدني حين كنت أتفرج عليه في الجوجل..
ياااااااه..
ما أقرب الشبه بين بيت ما ورد وبيتي البريطاني الجديد..
أحتاج فقط لبعض سلال الورد كي أوزعها على الشرفات المتسعة.. ثم أتأملها وأكتب ..مع كوب قهوة ساخن..!
حتى هنا أعيش في قلق..أنتظر أن تتم أموري عبر البحار وكلما أردت أن أشعر بالإستقرار..أتذكر ورقي التائه في مكان ما، ولست أعلم كم بإمكاني أن أتأخر عن الكورس حتى أنهي جميع أوراقي المطلوبة كمواطنة سعووووودية..!
هل كان هناك عيد أصلا؟
صوت أمي المخنوق بالبكاء ليلة العيد وهي تحادثني..هدايا العيد التي رافقتني من جدة ..أغنية "يا حلاوة العيد يا حلاوة"..
كل ذلك صنع شرخ الغربة الأولى في قلبي، وتساءلت : لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم أنتظر حتى أتأكد من زيارة العيد السنوية؟
لماذا حرمت أمي وأخوتي..زوجي وأطفالي من بهجة قررت أنا أن أخاصمها؟
هل حقاً أمتلك رداً؟
لست أدري..!!
فاصلة،،
وهل بعد كل ما كتب هناك فاصلة؟
لقد كانت محاولة لوضع نقطة آخر السطر..!
تتغير عناويني، وما زلت أنت أنت..
لا تتغير..
بشرفتك التي على البحر والتي منها رميت كثيراً من الرسائل والقوارير..
بوسائدك الملقاة في كل مكان، بأكوابك التي أحضرتها رفاه ذات يوم، بشموعك التي أوقدوها الأصدقاء، بنافذتك التي تطل على بيوت الجيران الحميمة في هذا الفضاء..
أنا كذلك يا بيت ماورد لم أتغير، ولكني أحمل في جعبتي الكثير من التفاصيل والتعابير والكلمات والهمسات..
.
.
حقاً لست أعلم من أين أبدأ.ولكني سأوجز ما تم في العشرة أيام الأخيرة..
- في ليلة السفر كان بيتي يعج بعائلتي الحبيبة: أمي وأبي وأخواتي واخي..
ساعدوني في التجهز وإعداد الفتيات للسفر، بدأت ابنتي الكبرى بالبكاء..لتلحق بها أختي وأمي..
ودعنا الجميع في جو مشحون ورحلنا للمطار برفقة أخي وأختي الصغيرتين، ما زالت ابنتي الكبرى دامعة العينين..
تأخرت الرحلة ساعتين قضيناها في استراحة الدرجة الأولى حتى صعدنا للطائرة..
كانت الرحلة سهلة، وصلنا للمطار، بسرعة استلمنا حقائبنا، بسرعة ركبنا مع ساجد سائق الباص الصغير.. ورحلنا من مطار مانشستر إلى ليدز..
- الطريق كان عبارة عن صدمة من الإخضرار الذي لا يعكر صفوه لون آخر ..
الجو بارد وجميل..
وصلنا إلى بيتنا..
.
.
كنت أترقب هذه اللحظة، وأنا التي كنت أتفرج كثيراً عليه في جوجل إيرث..
إنه هو..!
هو..!
بممره الحجري، حديقته الأمامية الصغيرة..بابه الزجاجي ولونه الأبيض..
الشارع يبدو جميلاً جداً ، الحي أنيق..وبيوت الجيران مزينة بكثير من الورود..
دخلت للبيت ، فأصبت بصدمة البيوت الإنجليزية الصغيرة..!
لوهلة بدا بيتي في جدة- والذي كنت أشتكي من صغره- متسع جداااااااا مقارنة بهذا البيت..!
الحمام صغير..المطبخ صغير..الثلاجة..الغسالة..الدرَج..
كأنه بيت الأقزام السبعة..! وثمة أميرة تختبئ وراء الممر الحجري..
أفقت سريعا من صدمة صغر البيت على اتساع الشبابيك وروعة المنظر من كل غرفة..!
بدأ يحوطني بحميميته كما وعدني حين كنت أتفرج عليه في الجوجل..
ياااااااه..
ما أقرب الشبه بين بيت ما ورد وبيتي البريطاني الجديد..
أحتاج فقط لبعض سلال الورد كي أوزعها على الشرفات المتسعة.. ثم أتأملها وأكتب ..مع كوب قهوة ساخن..!
- ذهبت للجامعة..لم أدخل في المود بعد..
حتى هنا أعيش في قلق..أنتظر أن تتم أموري عبر البحار وكلما أردت أن أشعر بالإستقرار..أتذكر ورقي التائه في مكان ما، ولست أعلم كم بإمكاني أن أتأخر عن الكورس حتى أنهي جميع أوراقي المطلوبة كمواطنة سعووووودية..!
- هل جاء العيد؟
هل كان هناك عيد أصلا؟
صوت أمي المخنوق بالبكاء ليلة العيد وهي تحادثني..هدايا العيد التي رافقتني من جدة ..أغنية "يا حلاوة العيد يا حلاوة"..
كل ذلك صنع شرخ الغربة الأولى في قلبي، وتساءلت : لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم أنتظر حتى أتأكد من زيارة العيد السنوية؟
لماذا حرمت أمي وأخوتي..زوجي وأطفالي من بهجة قررت أنا أن أخاصمها؟
هل حقاً أمتلك رداً؟
لست أدري..!!
فاصلة،،
وهل بعد كل ما كتب هناك فاصلة؟
لقد كانت محاولة لوضع نقطة آخر السطر..!
انتظرناك طويلا هذه المره يا ماورد ... كل يوم كنت أمر على الصفحة أبحث عن جديد ... واليوم وجدتك هنا ... عشت معك كل التفاصيل على الرغم من مكالماتنا الشبة يومية ومعرفتنا لكل التفاصيل إلا أن الكتابة لها سحر آخر .. حلمت معك بكوب قهوة في حديقة منزلك مع الأميرة النائمة والأقزام السبعة (أعتقد عدد أبنائنا معاسيكون مناسب) ربما وقتها أستطيع أن أنسى كل ما مر بي من ألم ودموع .. لازلت هنا صديقة الرحيل ألهث خلف التوقيعات والخطابات والإجراءات ... كلماتك وصوتك تدعمني دوما ... بانتظار وردة من شباك ماورد كل يوم ...
ردحذفمرحى مرحى .. لقد عدتِ محملة بنسمات بريطانية باردة،، ورائحة القهوة الانجليزية الشهية مع قطعة مافن ساخنة،،
ردحذفصديقتي ..كثيرة هي الدموع هذه الأيام وانواع الرحيل،،
والعيد مرَ كانه طيف لم نشعر بوجوده كثيراً ،،
لاتقلقلي لستِ الوحيدة التي لم تغني العيد ولم تعيشه،،
ستجعلين عيدكِ عيدين في رأس السنة مع أكوام ثلج بيضاء تنثر على حديقتك الصغيرة وتتاملينها من شبابيك بيتك الرائع ،،
كوني هادئة وابحثي عن حبات ام اند امز حوليكِ واستمتعي بها كل مساء :))
صديقة الرحيل أماني..
ردحذفعددت أولادنا معاً فوجدتهم ثمانية..
ثم انتبهت أنه لا يجدر بي اعتبار مهند - ما شاء الله عليه- ضمن الأقزام..:)
لذا اعتقد أن العدد هكذا صار مناسباً:)
بقي القليل..جئت قبلك هنا لأرى كيف سيكون شكل النهاية..أو لعلها البداية..!
بانتظارك يا صديقة:)
روح اليراع..
ردحذفاليوم ذهبنا إلى حديقة جميلة بها بحيرة وبط ذو رؤوس زمردية لامعة وأوز أبيض..
قال لي ابني الصغير حلاوة قطن: ماما ليدز تشبه الجنة؟ هي خضرا مررررة ويقولوا الجنة خضرا..!!
قال ذلك وهو يرتجف برداًويراقب الأشجار..قلت له : في الجنة لن تشعر بالبرد..
تذكرتك..فوعدته بكوب شوكولاته ساخن ومافن وإمز آند إمز حين نصل للبيت..
فابتسم موقناً أنه في الجنة:):)
آه وأخيرًا عادت ماورد لتعود صباحي مورقة بماءك !
ردحذفكلما أكتب ردًا يخذلني جهازي وينطفأ :(
لكن رغما عن جهازي ..هذه المرة الثالثة التي اكتب فيها فقط لأقول
كم أنا سعيدة بعودتك هُنا ..خففّ والله جلد الحنين لكِ!
كم أنا ممتنة لمزاج القهوة الذي تمنحني إياه كلماتك ..عندما ارتشفها كل صباح !
وللكرم الذي أحس به هُنا كقطعة كوكيز يقدمها منزلك لي بعد كل فاصلة !
ما ورد : العود أحمد :)
دمعت عيناي عندما وصلت هنا، انتظرت عشر سنوات لأصل إلى هنا. أخيراً بعد كل هذا الطريق سافرت ماورد، رحلت لتعود. أشعر أني أعيش فلم "Back to the Future"، ساعتي مرتبكة ولا أعرف في أي زمن أنا. مازلت أشعر بألم الفراق، بدمعة أم ماورد لأنها لم تقضي معهم ذلك العيد، لماذا يا ماورد! لماذا كنت مستعجلة الى هذا الحد... هل عرفت الآن ان الهروب ليس هو الحل.
ردحذففي نفس ذلك العيد كنت أقرأ من أبنائي قصة "خذها ياعيد"، حينها لم أكن أعلم لماذا كانت عيناي تدمع عندما نقرأ القصة، والآ ن عرفت لماذا.