- أجلس في غرفة الجلوس الصغيرة الحميمة منذ الصباح..قمت عدة مرات للغداء والصلاة ولترتيب ملابسي وقائمة الأشياء التي ستذهب للفندق غدا..سأتحدث عن غد لاحقا..
الآن أريد أن أخبرك يا ماورد عن ذكرى قديمة، تذكرين في ليدز في الليل حين كان القمر دوما يطل من شباك غرفتي الكبير، كنت أظن أنه يراقبني وأنا نائمة ويحرسني طوال الليل خاصة أنني كنت أنام والشباك مفتوح لعدم وجود مكيفات وأنا أحب الأجواء الباردة أثناء نومي، الآن أنا على الأريكة الخضراء تحت الشباك والقمر ينظر إلي بضوئه الساطع وكأنه يريد أن يقول شيئا..
أعرف أنها تبدو خيالات ساذجة وطفولية جدا وغير جديرة بالكتابة..لكن منذ زمن بعيد لم تنتابني مشاعر بسيطة إلى هذا الحد ووقفت للحظة لأحتفي بها.no judgments please
لنعد إلى حكاية الفندق غدا، غدا هو فرح سارة..آخر حبة من الأخوات..أمي لم تطلب مني مساعدة من أي نوع، فقط طلبت شغالاتي والسيارة والسائق، لسبب ما أمي تظن أنني وفي ظروفي الحالية -الصحية والحياتية- لا أستطيع أن أقدم مساعدة أكثر، مزن مشغولة بأبنائها وسارة العروسة، ذهبت معها رؤى وعادت وهي تكاد تنفجر غضبا وحنقا من مود أمي الملتهب اللامعقول و كأنه بركان بسبب التوتر لترتيبات الفرح وتفاصيله الصغيرة..
قلت لها: ألم تتعودي بعد على أمنا؟ المهم أن سارة آخر حبة....الحمد لله
لست في مود عرس أبد..لماذا لا يتزوج الناس بهدوء وبدون هذه الجلبة؟
- آخر كلام من أحد المحامين وهو والد صديق سارية ، حادثه أمس وقال له إن الموضوع وقت فقط فالسجون ممتلئة ولابد من تفريغها سريعا لنزلاء جدد..
ألا يبدو ذلك تراجيديا لدرجة كوميدية...؟!
- أنا خائفة..خائفة للانخراط في الحياة الحقيقية مجددا بعد هذه الإجازة القصيرة، متطلبات الحياة ومسئولياتها تتربص بي من جديد.. تنتظر لتنقض علي وتفتك بي...
أعرف أنني لست ضعيفة وأنني لها، لكن هناك الكثير الذي يؤرقني يا ماورد..يؤرقني جدا، ولا أجد له حلا ولا وقتا...ولا سندا
أصلا تعودت أن أمشي بلا سند أو حتى بلا عصا أتوكأ عليها مع كل هذا الثقل..
انهد حيلي وكبرت قرنا
- لماذا بيتي يعج بالكتب الجديدة ولم أقرأ منها شيئا؟ لماذا عقلي يزدحم بالأفكار والأبحاث والقصائد والقصص ولم أكتب منها شيئا..؟ لماذا؟
- أروى العربية حكاية حزينة