الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

لوحة بلا ولا غلطة

 أنا في سويسرا في بلد أو لعلها قرية على الألب اسمها Bonaduz لا أعرف كيف وصلت إليها، أظنني كنت فقط أشعر بمنتهى الملل فقررت أن أرى أين سيأخذني عم جوجل، كنت أريد سكنا لطيفا والكثير من اللون الأخضر وجو معتدل..

 - سكنا لطيفا: الفندق بوتيك هوتيل تديره سيدة وابنها وابنتها، خلاص مافي موظفين غيرهم في المطعم..في الليلة الأولى سافرت من مدريد حتى زيورخ ثم بالسيارة قريب الساعة والنصف حتى هذه المدينة، سارية كان سيصل بعدي من فرنسا إلى زيورخ ، رحلته تأخرت في فرنسا، قلت للسيدة صاحبة الفندق أن ابني قادم هذه الليلة وسيصل بعدي، حوالي الساعة التاسعة اتصلت وكانت تبدو قلقة قالت لي أنها ستترك الفندق الآن ولن يبقى فيه أحد من العاملين وأنها ستطفئ الأنوار وتغلق الباب ، اعطتني الرقم السري وتمنت لي ليلة سعيدة، ورحلت. سارية تأخر وصل حوالي الساعة ١٢ ونصف بعد منتصف الليل، كلمني وقال لي: ماما الدنيا ظلام ومافي أحد . قمت وفوق لبس النوم لبست قميصا وشبشب الحمام ونزلت وببساطة فتحت له الباب، كان الفندق وكأنه صالة بيتنا :-) في اليوم التالي سألت إن كان عندهم خدمة غسيل لأني أحتاج أغسل بعض الاشياء بعد رحلتي في أسبانيا، مر علي الشاب اللطيف وأخذ مني الغسيل وبعد انتهائه حطوا في سبت غسيل(والله زي حق بيتنا) وجابوه عالغرفة..في نفس اليوم استيقظ سارية وضرسه يؤلمه جدا وكان لابد من مسكن سريع، نزلت للشب السويسري أطلب المساعدة. قال لي: أمي قادمة الآن سأكلمها تمر على صيدلية…:٠) أنا متأكدة انه الفندق كان بيتهم في يوم من الأيام..


- كثير من اللون الأخضر: بل كثير جدا لدرجة أصيب سيستمي بالعطل، أنا في جبل الألب وما سأعرضه من صور هي صور من غير فلتر، لقد تعرضت للون أخضر يكفيني سنتين، استأجرت سيارة وكنت أظن القيادة ستكون ممتعة وسط هذه المناظر، لقد كانت كذلك ولكن تخيلوا: الشوارع ضيقة جدا، والشارع رايح جاي وكمية اللفلفات اللي فيه لا تنتهي، فنحن على سفح جبل..سقت أول يوم وأعطيت بعد ذلك المفتاح لسارية الذي لم يرفض أبدا سواقة سيارة أودي الموديل الجديد


- جو معتدل: بل باااارد، اليوم ذهبنا إلى إحدى البحيرات القريبة وكان الجو باردا جدا، تذكرت أننا في الصيف، إذن في الشتاء كيف هو الوضع؟

فرق كبير بين أسبانيا وسويسرا، سويسرا جميلة جدا وكأنها لوحة مرسومة بلا ولا غلطة، لكنها باردة على مستوى الطقس والناس أيضا، تلك المثالية تصبغها بهدوء قاتل، الأفضل أن يظل كل شيء هادئا وساكتا فهذه الطريقة الوحيدة لتجنب أخطاء البشر المحتومة..هكذا كنت أظن أن مس سويسرا تقول..لا مجال للخطأ هنا

أسبانيا كانت أبسط ، غير مثالية، وجميلة للحد المعقول وناسها ملونين وأصواتها صاخبة..كل يوم عندها حفلة وبنات حلوين وأولاد فنانين والكثير من الغناء والنبيذ..أو هذا ما شاهدتها تفعله









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...