الأحد، 9 أغسطس 2020

في الحي المجاور (14)..حي الإم إس






يا..للذاكرة المراوغة.. 
للتو قرأت البوست الفائت الذي قلت فيه أنني لن أحكي ما حصل وأنك يا ماورد فقط تعرفين ما حصل..
طيب أنا لا أعرف ما حصل..
كيف يمكن أن أنسى؟ 
لعله أفضل..ولكن من البوست يظهر أنني كنت متأثرة جدا..وإني عملت دراما..فكيف يعني ما اتذكر؟

أنا الآن على سرير الفندق في الخبر..
البارحة كان لدي لقاء مع إثراء ، بالطبع إنها ليست المرة الأولى..
لكن....
تباً للإم إس..تباً لك يا ساقاي..
كيف تفعلين بي ذلك؟ ألم أخبرك أن تعطيني من الوقت ساعتين فقط ؟
كنت والله سأريحك باقي اليوم..
لكنك كطفلة تحتاج إلى"اتنشن"..طفلة حمقاء فشلتني أمام الكل وجعلتهم يقلقون علي ، يعطوني باندول وماء ويجلسونني في مكان بارد وحدي حتى أرتاح ويأتون لي بطعام فيه سكر..
يظنون أن كل ذلك سيأتي بنتيجة..! ولا يعلمون أنك طفلة عنيدة لا يعجبها ولا يرضيها أي شيء..
قمت بلفت النظر إلي على حين حاجة..
أخبرت طارق بعد أن سألني: أروى، سلامات؟
أقلك بعدين، وعندما انتهيت من المحاضرة التي كانت جميلة بالمناسبة جاء وجلس بجواري..قال لي: ايشبك..خير؟
قلت له: عندي ام اس..
كأنه تفاجأ وحزن وأشفق ثم نظر إلي..لا أدري ما نوع النظرة التي رأيتها على وجهه، كانت لا تقول شيئاً..كانت مستقيمة كوجه الإموجي المستقيم أو حتى الذي بدون فم..
يالله..وحشتني ساقاي..وحشني أن أمشي دون أن أشعر وكأنني أحمل أثقالاً في قدمي..
وحشني أمشي كفعل لاإرادي لا يحتاج مني الانتباه والتركيز وإرسال إشارات إجبارية من الدماغ إلى قدمي وفوق كل ذلك لا تصل ولا يحدث أي شيء..
إنه شيء بسيط..
لدي قدمان تعملان وترتديان حذاء فندي، ولدي عقل لا يزال واعياً ومتيقظاً..فلم خطوط التوصيل معطوبة ؟ صلحوها يا جماعة..لا تكونوا كالمسلمين الذي خالفوا أمر الرسول في معركة أحد ولم يوصلوا رسالته كما يجب فهزموا..
أنا مهزومة؟
ربما..هل سأنتصر في معركة ثانية؟ 
يالله..يالله.. أخاف من هزائمي المقبلة..

اشتاق لك..
نظرت للهاتف ٥٦٧٤ ألف مرة..
وكل مرة أهرب من إغوائه القاتل..
في لحظة الهزيمة هذه من يسمعني ويقول لي أن الأمور بخير غير ماورد وأنت؟
إنت أصلا معركة أحد..أو ربما كفار قريش الذين هزمت أمامهم..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...