لا أحب حين يزدحم يومي بالأشياء المهمة والمستعجلة، أحب كثيراً أن أعمل على الأشياء المهمة الغير مستعجلة..لكن لأن يومي مزدحم دوماً يبدو أن أشيائي كلها ستنتقل إلى خانة المستعجل..
حين كنت في ليدز، قررت أن أحدد أهدافي تماماً وألا أسمح لأي شيء مستعجل غير مهم أن يقتحم علي حياتي ، أظنني إلى حد ما نجحت في ذلك..العهد الثاني الذي لم أستطع أن أفي به تماماً هو أن أعيش الحياة بعيداً عن التورط والإلتزام في عشرة أشياء في وقت واحد..
كيف أفعل ذلك؟ وهذه هي حياتي؟ لست أنوي أن أتخلى عن التدريس في الجامعة أو عن إدارة كتبي ونشرها أو عن تواقة..ذلك عدا أمور الحياة اليومية والأولاد والإلتزامات الإجتماعية..
بعض الأيام تكون مضغوطة أكثر من غيرها في كل جانب مما يدفعني إلى البكاء، وبعض الأيام تبدو خالية وفاضية حتى أنها حياتي وأعتقد أن ثمة خطأ في الموضوع..
الخميس الماضي حين كنت في الطائرة لمعرض كتاب الرياض بكيت كثيراً، بكيت عدم التأكد من أي شيء..هل قراراتي التي اتخذتها على مدى ال١٥ سنة الماضية صحيحة؟ ماذا لو كانت خاطئة؟ هل هناك وقت في الحياة لتعديل خطأ ما إذا ما ترتب عليها خيبات مؤلمة؟؟ هل أكلف زوجي الذي يعيش أحلامي فوق طاقته؟ هل سرقني حبي للكتب ولرائحتها ولشكل الكلمات في صفحاتها - من حياتي وحمّلني فوق طاقتي؟
عند هذا الحد بكيت أكثر..أليست تدور حياتي حول الكتب التي أكتبها وأعمل عليها في دار النشر وتلك التي اختارها لأقرأها وأتشاركها في تواقة والثالثة التي أترجمها وأدرّسها في الجامعة؟
.
.
.
هل اختارتني الكتب أم أنا التي اخترتها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق