الخميس، 14 فبراير 2013

حالة مؤقتة -19-

- ما أمارسه هنا ..هو تخلي عن كل شيء إلا رأسي.....
هو وِِحدة من كل شيء إلا مني..


آتي برأسي وبكل ما فيه من فوضى، وبي وبكل ما فيّ من قلب لأمارس منتهى الوعي بذاتي في جوٍ غير واعٍ بوجود أحد..

..
هههه،،ترا البارحة كنت في سيشن الفلسفة..
باين علي، صح؟
لم يعد السيشن يضيف لي، صرنا ندور في حلقة مفرغة من المفاهيم المجردة والأسئلة التي لا إجابات لها..
صرت أشتهي بساطة الحياة، الإحساس بالجمال، بالمباغتة، بالدهشة، بالمصادفة، باللاسبب..
أشتهي لذة التفاصيل..حميمية القصص وخصوصية الحكايات بعيداً عن لعنة التجريد الفلسفي المطلق..
..
- أشتهي أحياناً أن أرسم..
لكني لست رسامة
لم تعد تكفيني اللغة!
أهذا غرور مني؟ أم هو ترفع منها؟ أم خصام بيننا نحن الاثنين؟ أم رغبة للتجربة والتعبير بشيء جديد؟

- طيب أشتهي أن أعزف..
أتمنى من قلبي لو كنت تعلمت عزف الجيتار..
في بريطانيا لم يسعفني الوقت أن أتعلم، وقبل ذلك كنت  في مجتمع يعتبر ذلك محرماً..
الجيتار أداة من أدوات التعبير..
كيف تحرَّم أداة تعبير؟
هل الحرام فيما نقول ونعبر أم في أداة التعبير ؟

- طيب ماذا لو تعلمت لغة أخرى؟
أسبانية أو فرنسية..
هل يعني ذلك طبقة أخرى من التعبير ؟ أم أنني أبقى في ذات الطبقة مع اختلاف في الأداة فقط؟
هل للأمومة نكهة أخرى عند التعبير عنها بالأسبانية؟ 
هل كلمة الحب ملغمة بالحب أكثر بالفرنسية؟

- أفكاري مشتتة؟
ربما..
لا تقرأني إذن..
أو اقرأني كما أنا..
من أنت أصلاً؟
..
- أنا هنا أضيع..
ولم يحدث أن وجدني أحد قبلاً
لذا آتي دوماً..
..
أنا هنا أغني..
ولم يحدث أن أسكتني أحد يوماً
لذا آتي دوماً..
..
أنا هنا أنام..
ولم يحدث أن أيقظني أحد أبداً..
لذا آتي دوماً..
..
أنا هنا أثرثر..
ولم يحدث أن قاطعني أحد قصداً
..لذا آتي دوماً
..
أنا هنا أضيء
ولم يحدث أن أطفأني أحد عمداً
لذا آتي دوماً

لونكم أحمر،،وقلبكم ورد..ومسائكم أمنية حب معلبة!


هناك 4 تعليقات:

  1. نفسي ابروز كلماتك الدرر المليئه بالفلسفه والتي جاءت بلحن موسيقي ذكرني بفيروز وإن كان بعض معانيها صعب .... شكرآ لك

    ردحذف
  2. كلماتي تذكر بفيروز؟..هذا حتماً إطراء..:-)
    شكراً لك..

    ردحذف
  3. منذ ثلاث سنوات و أنا مفتونة بكلماتك وجميع تساؤلاتكك فدائما ما يخيل لي أنها أقرب لأن تتشكل في قالب مطاطيّ إجاباته تطفو بن الممكن والممكن .. أحبها لأنها بسيطة وتشعر أرواحنا حال قرائتها أيضا بأنها تسمو !

    شكرا لكل مايجول به خاطرك فنراه بيننا .

    هيفاء

    ردحذف
  4. اممم..هل سبق أن شكرني أحد لما يجول في خاطري؟
    ذلك عمل فارس ، يترجل عن فرسه ويهدي وردة وابتسامة بمنتهى النبل قبل أن يمضي:-)
    كم أحب هذا الفارس:-)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...