الثلاثاء، 12 فبراير 2013

حالة مؤقتة - 18-

- أيقظت سارية وبقيت أرقبه وهو يرتدي ملابسه بهدوء وصمت..أظنه مثلي، إذ أنه لا يمارس أي نوع من الكلام في الساعة الأولى من الصباح، كان بابه موارباً، وكان يقف أمام مرآته بجدية يمشط شعره ويضع من عطره المفضل..
أنا أستلقي على السوفا الحمراء في الصالة ، أراقب الوضع، وأستعجل الأولاد إذا لزم الأمر..لا أكون بشوشة كثيراً في هذا الوقت، لذا أنا أفضل الصمت..وعدم الدخول في أية معارك بشأن الإفطار وشرب الحليب وترتيب الغرف..

- أجهز هذه المرحلة لبيتي الجديد..هو المشروع الذي أعيشه حالياً، أظنني أتوتر إن أخذ مشروع ما في حياتي وقتاً أكثر من اللازم، لا أحب الأشياء الغير منتهية، المترددة، العالقة..

- بعد قليل سأذهب للعمل، ليس يوماً جميلاً على أية حال، ثمة عمل إداري ينتظرني يكرس لضياع الوقت ويبدد الجهود..!

- أراقب التغيرات التي طرأت على إحدى الأسماء الصديقة التي أعرفها، دكتورة، قارئة، كانت منفتحة على جميع أنواع القراءات والتوجهات، مستشارة لكثير ممن يكتبون،لرأيها دوماً قيمته ، أقول "كانت" لأنها منذ فترة صارت تستخدم لغة خطاب أخرى من نوع : "جزاك الله خيراً، أهم شيء العقيدة، يجب أن نراجع نوايانا"، مع كل ذلك إشادة ونقل وتلخيص لما تقوله الكثير من الداعيات، وتعبير عن رأيها بشكل حاسم وقاطع لا يضع احتمالية لصواب رأي غيره،استشارتها لداعية ما في كل خطوة في حياتها ولو كانت ببساطة : يجوز أخرج مع السائق لوحدي ولا لأ؟  البارحة قالت أنها نادمة على قراءة كثير من الكتب في فترة سابقة، ضيعت فيها وقتها ولم تفدها دينياً أبداً، لا أدري كيف يحصل تغيير كهذا؟ أرى دوماً التغيير يكون بالعكس، هل هذه هداية من الله مثلاً؟ كيف يمكن للعقل الذي كان منفتحاً ومتقبلاً لكثير من الاختلافات أن يعود لأحادية الرأي والتفكير ؟ هل ثمة حاجة نفسية خلف ذلك؟ أم أنه قناعة عقلية؟ عندما يصاب الإنسان بهذا النوع من التغيير أهو نضج مكنه من الاختيار ؟ أم تأثير عاطفي ما؟ أم توفيق من الله؟ أم ملل من الحياة وتناقضاتها؟

- من الأشياء التي تجعلني "أكثر شراً" في الصباح، صوت منبه جوال زوجي الذي يرن بلا انقطاع وهو لا يستيقظ، ورغم أنني أكون مستيقظة أصلاً إلا أنني أشعر بالحقد على جواله وأتمني لو ألقيه ليرتطم بالجدار ويصمت للأبد، أتمنى لو أقول له ولمخترعه: لا تحاول، لن يستيقظ، كان غيرك أشطر..! بعد كل هذا التلوث والضجيج السماعي ، وبعد أن أفتح نور الغرفة  وأطفئ المكيف وأفتح الدواليب وأغلقها غير آبهة . وبعد أن أبدأ في ارتداء ملابسي واستخدام السشوار والمشي بحذائي ذو الكعب على سيراميك الغرفة ، ينظر لي زوجي بعين مغمضة من تحت اللحاف ويقول: رورو ، الساعة كم؟ ليش ما صحيتيني؟
لا أجيب على السؤال الأول ولا الثاني وأفضل الاستمرار في حالة الصمت الصباحية وأخرج للعمل..

- من فترة لم يمنحني الصباح قبلة ، لم يدعوني إلى كوب قهوة ومفن..طيب، من يفعل؟


هناك 5 تعليقات:

  1. أروى حاولت أن اجد رابط بين مراقبتك لساريه وهو يلبس وبين كرهك للذهاب للعمل والتحول الذي طرأ على صديقتك وجوال زوجك ولم استطع الخروج بنتيجه استفيد منها سوى ان الموود يكون مش ولا بد في الصباح لبعض الناس ,,, الحمدلله ان ابتسامتي تسبقني عندما اصحو من نومي

    ردحذف
  2. اسلوب جديد في الكتابه شكرآ للدكتوره

    ردحذف
  3. ممكن طلب لدكتورتنا...... الا يطول غيابك

    ردحذف
  4. ومن قال أنك إن دخلت إلى ماورد وقرأت ستستفيد؟! :-) لا شيء هنا أكثر من شخبطة على الجدران..! شيء كالجرافيتي..!

    ردحذف
  5. شكراً لك..:-)
    لن أطيل الغياب ولا تفعلوا أنتم أيضاً..:-)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...