كيف يمكن أن يُكتب صوت المطر؟
ورائحة الأرصفة التي تتلقفه؟
ولمعة أوراق الشجر التي تشربه؟
..
..
هل هناك لغة بوسعها أن تحتوي كل هذا السحر من الشجن والفتنة والسلام؟
اليوم ذهبت إلى مطعم يوناني صغير يقع في منتصف المسافة بين منزلي ومنزل صديقتي أماني..رغم صغر حجم المطعم وبساطته إلا أنه حاصل على جائزة أفضل مطعم في بريطانيا لإحدى الأعوام...
قطعت نصف الطريق مشياً على الأقدام..كان المطر يراود المدينة عن نفسها منذ الصباح..لذا كان الأفق لامع الأحداق..والأعشاب طازجة الرائحة..
كنت أستمتع بحدائق البيوت وورودها وأشجارها وقت الغروب حيث العصافير تغني في مهرجان من حب وتسهر مع هذه المدينة التي لا تضع الشمس فيها رحالها باكراً هذه الأيام..
أمشي وأمشي.. وأتنفس عطر المطر وبوح حزن قديم ألقى بمرساته على شواطئ قلبي..
سنة كاملة يا ليدز..سنة كاملة وأنت تعلمينني أبجدية المشي وحوار الطرقات وبوح الأرصفة..
سنة كاملة فرشت لي خريفك ، ثم شتاءك..أعقبها ربيعك وهاهو صيفك ..
سنة كاملة وأنت تدسين في روحي ذكرى تعقبها أخرى..وتتركين أثرك خطوات لا تمحى على صفحة قلبي..
من منا أيتها الخضراء الجميلة خطى على قلب الآخر إذن؟!
في طريق العودة كانت الشوارع كعادتها خالية..مررت من ذلك المنحدر السهلي الأخضر الذي تضيء فيه المنازل في الليل فتبدو كصفحة في قصة أطفال خيالية..
..
..
شعرت اليوم أن ليدز....حمييييييمة.و حبييييبة..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق