
على سريري أستلقي..الساعة العاشرة والنصف مساء والسماء لم تزل بها بعض ضوء..!
في صباح اليوم ذهبت إلى مدينة جميلة تقع على أطراف ليدز..يقال أنها مدينة العجائز البريطانيين المتقاعدين، لذلك هي نظيفة، مليئة بالزهور من كل الأنواع وبالحدائق والبيوت المرتبة..ذهبت إلى الحمام التركي المشهور في المدينة مع صديقتي أماني..كانت رحلة استجمام واسترخاء وتدليل ليس كمثله شيء..
في الحمام استمتعت بدفق المياه الساخنة ، ثم بدغدغة المياه الباردة..بقوة البخار الحار وبدفئ الغرف الساخنة..بالمساج المحترف وبأقنعة الوجه المريحة..كل ذلك في أجواء أنيقة وهدوء مفرط وموسيقى ناعمة...
أظن أنني كنت سمكة في زمن ما، وإلا ما سر كل هذا الإنتشاء بملمس المياه على جسدي؟
حين كنت أهبط درجات سلم المسبح البارد بعد جلوسي في غرفة البخار الساخن أصيب جسدي بصدمة اختلاف درجة الحرارة..كنت أهبط درجات السلم على مهل وأنا أرتجف من البرد ، رأتني امرأة عجوز كانت قد نزلت قبلي، رأت ترددي وعدم قدرتي على خوض غمار المياه الباردة فنظرت إلي وقالت لي مشجعة : just do it..jump into the water ..!!
وفعلاً.. دقائق وكنت في المسبح وقد تأقلم جسدي وانتعش..تبعتني أماني..ثم دار حوار بيننا حول just do it..وكم من الأشياء في حياتنا نخاف منها وهي لا تحتاج منا إلا أن نبادر و نفعلها...
فجأة التمعت عينا أماني وقالت: تذكرين يا ماورد..!تذكرين العام الماضي قبل حضورنا إلى هنا حين كنا نرزح تحت مرحلة الإنتظار الساحق..تذكرين حين قلت لك أنني قد حلمت أننا في مسبح مغلق، وأنك تنزلين قبلي ثم أتبعك مترددة ، فتنظرين صوبي وتقولين لي: هيا يا أماني، انزلي، فقط انزلي..!
.
.
أجل..تذكرت يا صديقتي..
تذكرت..!
كانت لمحة من مستقبل ننتظره وحلم نسعى إليه..وهاهو الآن بين أيدينا..
واااو..يا للعجب..!!
أثناء المساج كان جسدي مسترخ إلى آخر نقطة منه..كانت حواسي كلها متنبهة لمختلف الروائح والملامس.. تذكرت تمارين اليوجا وحين كنت أشكو للمدربة أنني غير قادرة على التحكم في مسار تدفق الأفكار ونوعها..اليوم..كنت متحكمة تماما..كانت دفق الأفكار مضيئاً، مبهجاً ومبتسماً..
شعرت بوميض في عقلي..وبسلام في روحي..وبابتسامة مجهولة وحنونة تطبع قبلة على قلبي..!
...
ردحذفعلى الرغم من أني قد عشت هذه التجربة معك ياماورد ،، إلا أن لكلماتك سحر رائع فقد رسمتي تجربتنا وكأنها لوحة مرسومة بإتقان ...
ردحذفتصدقي عندما نُمت ليلتها شعرت وكأني في سرير مائي في قلب المحيط يدللني الموج من كل جانب ،، تجربتنا هذه تستحق أن تُعاش مره في الشهر ،، أم لديك اقتراحات جديدة ...