
- انتهى كل الكلام الذي بيني وبيني..
وقبلها انتهت كل الفواصل ، وكل الرسائل والقوارير..
ولم تنته حروفك يا ماورد..ولا شجنك..ولا دقات قلبك ..
ويحي.. أي لغة أرضعتني إياها يا أماه فسرت في شراييني ، وغدت شهيقي وزفيري ..هويتي وصوتي..!!
- البارحة دعت أماني صديقنا ومدرسنا" دان" للعشاء..
ولأنه نباتي فقد أخذنا نفكر في أصناف الطعام التي يمكن أن نصنعها ونقدمها له..
وطبعاً أماني الماهرة والمدبرة لا يعجزها شيء كهذا..
قضينا وقتاً جميلاً وحميماً...
ربما هي بساطته المفرطة التي تجعله عميقاً مليئاً بالتجارب..
دعانا لحضور ليلة موسيقية الأسبوع القادم سيشارك فيها بعزفه للجيتار..إذا ذهبنا حتماً سآتي لبيت ماورد بالخبر اليقين..
- اليوم ذهبنا للبارك وأخذنا أغراض الشواء.
قضينا وقتاً ممتعاً ما بين الغداء اللذيذ ، وأحاديث النساء، ولعب أولادنا للكرة وتسلق فتياتنا للشجر..والإستلقاء على العشب وتأمل السماء وسماع الموسيقى..
كانت السماء مليئة بالغيوم الناعمة..ومن بين فتحاتها تنبعث أشعة الشمس كأنها ذهب مذاب..أو شعر فتاة شقراء..أو شعاع سحري يغسل القلوب بالنور..
تذكرت "وهج"..!
تذكرت حين كنت لسنوات طويلة "وهج"..في الدفتر الذي كنا نتبادل فيه الرسائل والكتابة أنا والحمامة..
وفي النت حيث بدأت أولى خطواتي الأدبية مع مجموعة من الأصدقاء..
تذكرت ذلك الذي أقنعني أنني حقاً وهج قادم من مكان ما..تذكرته حين كان يناديني أيتها المتوهجة..!
وقتها كنت أشعر بحرارة لم أكن أدري أكنت مصدرها أم وجهتها..!
وقتها كنت أكتشف بذلك الضوء الخافت ما حولي من عوالم...أدعي أنني كنت أعيد ترتيب الأفق لأحجز مكاناً لنجمة متوهجة هي أنا..ولست أخاف من أي أحد فلدي وهج أخاذ من بعيد محرق من قريب..!
.
.
يا للخيال..
أأكون قد اقتربت أكثر من اللازم ولم أسمع كلام أولئك الصبيان اللذين قرروا أن يلغوا رحلة اصطياد النجوم..بعد أن اكتشفوا كم هو القمر متحجر قاس وبارد من قريب؟!
أم أن الورد قد سكب في غفلة مني ماؤه على وهجي فانطفأ وسكن..!؟
ربما أكون قد هبطت فقط إلى الأرض وتركت السماء بعد أن صارت ملبدة بالغيوم أكثر مما ينبغي..!!
سأمزج الوهج بماء الورد عشرين مرة..سأرشه ببعض قطرات مطر..وأغلفه بصوت عصفور..سأطلب من القمر الغائب أن يمنحه تعويذة الشعر..وسأسأل الأرصفة أن تباركه بخطوات الحنين..
ولنرى مالذي سأحصل عليه..!!!