الأحد، 21 فبراير 2010

ما بيني و.. بيني (7)


أنا عندي حنين...لكني أعرف لمين..!

أحن إلى بحر جدة..رائحة رطوبته..طيارات الورق على شاطئه..موجه الذي يتكسر على الصخور..!

أليس ذلك مدعاة للدهشة؟

أنا التي عمدها البحر حين ولدت وغسل قلبها بمائه المالح وأعطاها قبلة خليجية شرقية على خدها الأيمن وأخرى غربية حمراء على خدها الأيسر أعيش الآن في مدينة لا موج يقبل أطراف أقدامها؟

أنا التي سرقت من البحر أصدافه حروفاً وخبئت في الشاطئ رماله دموعاً وأودعت في الأعماق أسراراً وشجوناً..أتوه في مدينة لا تعرف إلا المطر بللاً وحيداً لقلبها؟

مفارقة عجيبة..

لكن..رويدك يا ماورد..

لست قاسية ولست ناكرة للجميل..

أجل ..البارحة..

البارحة فتحت هذه المدينة المسالمة قلبي وأودعت فيه قبلة سريعة..

كان ذلك حين عدت للمنزل مشياً على الأقدام ، كانت السماء تنفض عنها نورها وتستعد لإرتداء سواد الليل،نظرت للسماء كانت صافية جداً تزاحمت النجوم فيها والقمر بزغ مبكراً..

تجمع كل ذلك مع أسقف البيوت والمداخن وأطراف الأشجار العارية ليشكل لوحة بديعة أتحدى أي رسام أن يبدعها..!

جلست في حديقة منزلي الخلفية أستمتع بقهوة دافئة وموسيقى ناعمة..أخذت أتأمل السماء ، رأيت ثلاثة نجوم متقاربة مع بعضها في خط مستقيم فقلت..حتماً هؤلاء أولادي الثلاثة..

رأيت أخرى مشعة جداً متوهجة لأبعد حد فأطلقت عليها اسم أمي..

رأيت أصدقائي يمرحون في السماء.. وأخواتي يتحلقون بشغب..وزوجي ينظر إلي بنظرة حنونة..

.

.

دخلت إلى المنزل و قمر في جعبتي قد اصطدته.."وهج" خفي يتلبسني.. وقبلة بريطانية أنيقة شعرت بطعمها المغوي على شفتي..

هناك تعليق واحد:

  1. ها قد عادت ماورد محملة بالأحلام والقُبل كما أعرفها دوما ... عشت معك الأجواء كاملة حديقة منزلك وشارعك الهادئ والقمر المتربع في السماء ونحوم ليدز الرائعة في السماء الصافية .. احتجت أن أستمع لفيروز لتكتمل اللوحة .. ابدعتي هذه المره حبا وشوقا وحنينا ...
    حنين حنين حنين تلك الكلمة التي عرفت معناها هنا في البلاد الباردة أشعر بها تتسرب إلى قلبي وتسيل الدموع من عيني دون أن أشعر تزورني على حين غُره مع أغاني فيروز ورائحة القهوة ونسائم الهواء العليلة ...

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...