السبت، 6 فبراير 2010

ما بيني و.. بيني (5)


لماذا تتواطئين مع كل شيء ضدي؟


لماذا وأنا التي اتعكز عليك في أيامي وغربتي ووحدتي الممتدة حتى آخر قطرة من روحي..


لماذا تقفين في المنطقة الوسطى حائرة مبعثرة ، ترفضين أن تتشبثي بآخر قطرة من طفولتك الراحلة ولا تُقدمين إلى هذا العالم الذي يفتح يديه ، وأحضانه لإستقبالك..!


حقاً..لم تعودي طفلة؟


كتبت ذلك في كتاب أسراري كسرٍ لم أكن قد اكتشفه بعد..


كيف تكون المعادلة مقلوبة إلى هذه الدرجة؟ أنكتب أسرارنا ثم نكتشفها؟


أنعمل على إشاعتها وبعد أن يعرف عنها كل الناس تتحول إلى سر حقيقي ؟


أنكتب الكتب ..لنفاجأ بعد مدة أننا كنا نكتب سيناريو حياتنا بأيدينا..!؟


حذرتك يا ابنتي في كتاب أسراري أن لا تكبري في العام الواحد عامين، وها أنت تضربين بنصيحتي عرض الحائط..


ففي الوقت الذي كنت تركضين فيه على بساط الوقت غير آبهة بدقائق ولا بثواني كنت ألاحقك لأكتشف أنني كبرت في العام الواحد معك عامين أو ثلاثة..!


..ورغم سباقنا من يكبر أكثر..! تصدقين.. ما زلت أنا الأكبر..!


هذا معناه بمفهوم الكبار خبرة أكثر.. وعي أكثر..حكمة أكثر..


تذكرين حين قايضتك في كتابي الأول أن تمنحينني أسرارك وأمنحك بعضاً من أسراري..


أقول بعضاً فقط لأنني أعلم أن للكبار أسرار أفدح من أن تُكشف ..أسرار مريبة، عميقة، لا تعلّق على مقابض الأبواب ولا القلوب أبداً..


أسرار في أفضل الأحوال وأكثرها شجاعة تستخدم كمادة لكتابة رواية ..أو يبعثرها أصحابها الغير آبهين في بيوت إلكترونية زجاجية قابلة للفضح..


هنا الآن أنا أقايضك بشيء آخر..لعلمي أنه لن يكون للأسرار أي قيمة لديك بعد الآن، وأنك لن تمنحيني سراً واحداً..


ما رأيك لو أعبئ شيئاً من حكمة الكبار ..تجربتهم..أفكارهم..أخلطها بالعدد الذي تريدينه من السنين..ببعض الألم الشفيف الذي يمنح روحك جلالاً..وبكثير من فرح ملون ناضج يغسل قلبك بالضوء وأقدم لك هذا الخليط في إحدى قواريرنا الشفافة الملونة التي اتفقنا أن تحتفظ بها..

مقابل...×××××


قارورة فيها بقايا طفولة..وعقل فارغ إلا من مسائل الرياضيات وقواعد النحو ..وروح لم تطأ عتبة تجربة قط..وقلب لم يسبق أن احمرَ نبضه من صفعة شجن..

ما زال لديك الكثير من تلك القوارير على رف حياتك..

ها؟


لكن إن بخلت علي بقارورة تحوي هذا المزيج-التعويذة..


سأكون على استعداد أن أقبل ..قارورة فارغة..


فاااارغة من أي ي ي ي شيء..!!!







هناك 3 تعليقات:

  1. أشعرُ هُنآ بطعْم الإجلآل ..!
    الحُضُور هُنا يتطلبًّ ارتداء معطفا " أبيض" يخشعُ مع كل سر ولايبكي إلا بانحناءهـ , رآئحتهُ كقطعة حنان ممطرةَ ..
    كما العِتَآب هنآ هدية كَبيرة مغلفة ببعض شجن وكما كبيرا من قلوب مرسومة بشكل مثيروفارغة لتحتوي فرح الصغار فتمنحهم عمراً جديداً ..
    ونحتضن معهم لفائف وسادة معلنة .. " الكسب الوفير"
    ..

    مآذا عن الذين لايحتفظون بأي قارورة وإن كانت مهشمة يا ماورد ..!



    رُوحْ ..~

    ردحذف
  2. نحن على استعداد يا روح أن نمنح أصحاب القوارير المهشمة قوارير زجاجية ملونة بأغطية مزركشة..!
    مقابل فقط...
    حضور باذخ..
    وحرف يتقطر شجناً...
    وقلوب حمراء تتناثر حباً في بيت ماورد:)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...