الجمعة، 28 مارس 2025

أنا بيروت

 - انتهت مرحلة الانتظار...

وسيعقبها انتظار آخر طويل، لست أدري حتى متى..

تحادثني وكأنك تلومني بأنني لم أفعل شيئا، وأنا غارقة بين المحامين ووعودهم الكاذبة..

أعرف أنك مصاب بخيبة أمل فيّ كبيرة جدا..

وأنا أيضا مصابة بخيبة أمل في الدنيا والحياة والتاريخ والناس وفي نفسي أيضا...

حقا لا أعرف كيف أفكر..مخي مصاب بالشلل ويعيش كل يوم بيومه..وقلبي ..لا أشعر به؟ لا أشعر بأي نبض.

وأنت؟ كيف هي أيامك، حزينة أنا عليك ولست أدري إلى أين يأخذك مخك..

وكأنهم يودون سحق كل ذرة من صير أو تصبّر..أو عافية ..أو صحة

تقول أنك صرت تدخن بكت في اليوم..

ويلي ويلي..صحتك إلى أين؟

قلبك المريض ورئتك..

والله هذا كثير..عليك وعلي

.

.

سنبدأ سنة ثانية؟


- قلت أنني سأخبرك وسأبشرك وكنت مستعدة لهذه اللحظة..

لكن يا عزيزي لا يوجد ما أقوله أو ما أخبرك به..ولم تأت هذه اللحظة..

لا تبتعد كثيرا...أو ربما بلى...ابتعد

فما أحتاجه أنا الآن هو حضن صامت دون أن يتحدث أحد..

ربما أبكي فقط..ربما..إن كان لا يزال هناك دموع لم تجف بعد..وإن كان هناك كتف أستطيع وضع رأسي عليه


- لماذا تجعليني أرتبك ولا أعرف كيف أواجه كل هذا التدفق..

كيف؟ ومن أنت؟ وما الذي حصل..؟

أجل أنا معجبة جدا بكل ما يحدث ولكن عقلي لا يظل يصر يبحث عن تفسير..

رغم أن عيش لحظات كهذه لا تعوض لا يجب البحث لها عن تفسير..

التفسير غير مهم..الآن..

أنا راضية جداَ..


- أي عيد هذا؟

تذكرين يا ماورد حين كنت أتحمس للعيد وأعيشه صدقا، لم أكن أظن يوما أن العيد قد يكون تمثيلية مملة

أو مسرحية كمسرحيات عادل إمام السامجة التي تأتي كل عيد..ولا يشاهدها أحد..

أود لو أسافر، أريد الذهاب لبيروت..

بيروت جريحة وحزينة مثلي، على جدرانها آثار الرصاص ولكنها رغم كل شيء جميلة ومليئة بالحياة..

أخبريني يا بيروت..هل سبق وأن تواريت وبكيت كثيرا دون أن يراك أحد كما أفعل؟ ثم تقومين وتنفضين عنك كل شيء وترحبين بالضيوف وتستقبلينهم وتبتسمين وتعيشين الحياة وتسهرين وتصنعين الكتب الجميلة وتحتفين بالمطروالشعر وتأكلين حلاوة جبن وتشربين الأفوكا وتترقرقين في ساقية بجوار بيت جبران خليل جبران على أنغام "البنت الشلبية"..

خذيني إليك يا بيروت، خذيني وحدي أسكنيني في كوخ في بحمدون.. 

هل تستطيعين استقبالي وحدي دونه؟ خاصة أنني لم أعد كما كنت تعرفينني من زمان..

لن أكون بنفس الخفة وبنفس الروح..

فما حدث في غيابك أو غيابي كثير جدا

- عشاء العيد في بيتي..

غدا سنترتب الهدايا ونعلق الزينات ..كل ذلك أفعله وكأنني رجل آلي..

أحزن على أبنائي، لقد كبروا كثيرا في هذه السنة..

آه لو تدري بس..لو تدري أي شيء فعله فيهم هذا الغياب وسببه الغبي..


- نامت مزن..وقالت لي أن أوقظها على الفجر، وأنا جلست في غرفة الجلوس، لا أحد معي..

وفتحت فايل موسيقى قديم في جوالي كنت قد جمعته من زمان مرا، لكل مقطوعة موسيقية مود وذكرى وحكاية..

يا الله ما ألطفني حين كنت أحب الموسيقى جدا وأجمعها لأوقات عدة ومشاعر مختلفة..

أنت؟

هناك عدة أغان أجنبية هي التي تذكرني بك وبأيامك لعلي أسمعها الآن..

فأنا أعيش نوستالجيا أليمة..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...