الخميس، 28 نوفمبر 2024

المعتزل

فتحت الكمبيوتر لأكتب وأنا منذ عدة أيام تراودني فكرة الكتابة في ماورد..ولكني لا أفعل، لا أفعل أي شيء إلا الاستلقاء على الكنبة ومراقبة الوقت وهو يمضي ولعب بعض ألعاب الجوال..
غدا سأسافر للأحساء لمعتزل كتابي، أحاول أن أحمّس نفسي، بالقوة عبيت شنطتي وإن كان لسه باقي لي بعض الأشياء، المفترض أن أجهز شنطة الكتب ولكني في قمة الكسل واللاشيء. 
بدأت آخذ دواء الاكتئاب وكل ما حدث أنني أنام أكثر من اللازم..
حتى الصلاة أنا كسولة عنها جدا..
أحتاج من يشبك أسلاكي في الحياة ثانية..
أظنها حيلة أقوم بها أول ونهاية كل شهر حين أفصل أسلاك الحياة، حين أرى ميزانيتي المتعثرة وأفكر كيف يمكن لي تحمل المصاريف المختلفة ، لدي فلوس كثيرة عند الناس ممكن تفك أزمتي لعدة أشهر، ولكن من كثرة مطالبتي لهم أبدو كشحاذة، رفعت شكوى للوزارة عن إحدى الجهات المتعثرة في الدفع، وأنتظر الوقت لتتسهل لي الأمور الأخرى..
المهم الآن كيف سأسافر للمعتزل الكتابي وأنا بهذه النفسية الزفت...قبل أمس ذهبت للبحر بعد أن فشلت في الاعتذار وبعد أن زنت جوجو وريم، كنت سخيفة صامتة دمي ثقيل لكن كمية الحب واللطافة التي أحاطوا بها قلبي عيشتني في عالم ثان وإن كان ذلك لمدة 24 ساعة فقط..
أنا الأن أقول لنفسي ربما كانت تجربة المعتزل لمدة أسبوع إحدى تجارب الهروب التي أحتاجها جدا في هذه الفترة..
لست أدري..وما ذنب الناس أن يخففوا اكتئابي؟

كل ما هو مهم الآن أن أكمل تجهيز حقائبي قبل موعد رحلتي المبكر غدا..

السبت، 23 نوفمبر 2024

شرخ

- لم يتغيّر شيء منذ أخر مرة..
هل نكف عن المحاولات؟ هل ننتظر 14 شهرا أخرى؟

هل تعودت على غيابك ؟
هل تعودت أنت على الحياة من دوني؟ من دوننا؟ دون أي مسؤوليات مزعجة ومصروفات لا تنتهي؟
لا أريد أن أفكر في أية احتمالات مستقبلية ..أنا فقط أقول أن كل شيء وارد، كل شيء محتمل..

- بقيت لأسبوعين في البيت لم أخرج من باب البيت، سحبت على الجامعة أيضا..
والثلاثة الأيام الأخيرة من هذه الأسبوعين قضيتها في السرير دون أن أقوم إلا للحمام..بكاء متواصل وأفكار تكاد تقتلني وأمنيات لي بحادث ينهي الحكاية بدون جلبة.
لم أكن أريد أن أرى أي أحد، ثم إن الناس مشغولة، ماعلي إلا الاعتذار المتواصل عن كل شيء..وما أحد حاسس إني باتعمد الاعتذار..
شعرت أنني في نفق لا أرى آخره، نفق ضيق وطويل ومظلم..وحين قابلت المعالجة النفسية قالت لي أنت الأن "في" نوبة اكتئاب ويجب أن تأخذي علاجا..
لم أخذ العلاج بعد، سأبدأه الليلة

- هل تدرك أنك أنت السبب في كل هذا؟ حين تخرج كيف ستكون حياتنا؟ هل أنا على استعداد لتقديم أي تنازلات أو تضحيات؟ أي حب أو مشاركات في الحياة؟
هل سيلتئم الشرخ؟ أم سينكسر وتنتهي الحكاية؟






السبت، 2 نوفمبر 2024

بركة

 - وحدي في البيت ..خرج الكل..بعد أن كان البيت ممتلئا..وهذا صار السيناريو الخاص بي..كل يوم

لماذا لا أخرج؟ لا أدري..أشيل هم مئة شيء..

يمتلئ البيت ..كبارا وصغارا ، أخوات وصديقات..ثم ينفضّ الجميع..وأنا أبقى في البيت..وحدي

بيتي هو الذي يجمع الكل..يأتي الصغار ليسبحوا والفتيات ليقيموا حفلات بيات..وبناتي وصديقاتهن حفلات عشاء لمليون مناسبة من اختراعهم..والشباب لمتابعة جميع أنواع المباريات..

أنا لا أخرج ، وأنا لا أطلب أن أخرج مع أي أحد..أحتاج أصلا أن ينتعني أحد ويخرّجني بالقوة..لكن لا أحد يهمه أن يفعل..

كانت سارة تسألني إن كنا في البيت غدا لأنها تريد دعوة خطيبها على العشاء عندي وهذا يتضمن دعوة رؤى وأبنائها..ومازن وابناؤه..

قلت لها: لاجل الله نخرج نتعشى برا ..حرام عليكم..اليوم غدا وأمس عشا وبكرة عشا تاني؟.. غيروا من بيتي.. خلاص أبغى أخرج..

طبعا قالت سارة : خلاص تعالوا عندنا أنا وهاني عالعشا..سألتها سؤالا شريرا: ليش أختك عمرها ما فتحت بيتها وقالت تعالوا عالعشا؟ أو الغدا أو أي زفت؟  ليش كل أسبوع ترسل أولادها يسبحوا وبناتها يباتوا وهي تفرفر في الشوارع وترجع آخر الليل تتعشى وتاخدهم وتمشي؟ وحين حاولت أمي أن تكلمها ذات مرة عملت مشكلة وزعل استمر عدة أسابيع..

أين أنت؟ 

حتى في هذه التفاصيل كنت من تجعل كل أحد يقف عند حده وحين كنت ترى الأمر زاد عن حده من طرف أهلك أو أهلي تحجز وتأخذني في رحلة قصيرة هربا من كل هذه الالتزامات العائلية..الغبية كما كنت تقول..

أين أنت؟ أنقذني من هذا الغرق الذي سيقتلني بهدوء..

صرت أراني كأمي مع خالاتي، فتحتْ لهن ولأبنائهن بيتها دون حدود...ثم..لم تجد أي تقدير أو تذكر يفي بكل هذه السنوات..

وأختي تماما كإحدى خالاتي التي كنا كلنا ننتقدها بما فينا أختي لأنها كانت ترسل أبنائها دوما، أما بيتها فكانت تستخسر فيه أي ضيوف حتى لو كنا نحن..

بيت أمي دوما كان بركة..فهل يقنعني مفهوم أن بيتي ستحل فيه البركة ؟ أبدا لا أعتقد..خاصة أن صاحب البيت غائب

ياله من مفهوم مشوه مدمر..البركة..

منتهى الاستغلال..

عد يا صاحب البيت..عد أرجوك..يكفي..

فأنا حتى لا أستطيع أن أبذل مجهودا على هذه المعارك الصغيرة..وأنت تعرف  أنني لا أحب خوضها أصلا,,وأترفع عنها دوما

الوضع يشعرني بالحزن أكثر..

بالوحدة..

بالاستغلال..

بالانكسار..

عد يا صاحب البيت...


- ماذا كنت تظنين أنك تفعلين حين أرسلت ذلك الإيميل؟ تلك الإيميلات؟

- إليك عني ..لا أريد أن أسمع أي شيء...

- أنا فقط حزينة من أجلك..ألم أقدم لك كل المساحة لتكتبي هنا ما تريدين؟ دون أي قيود أو شروط؟

- وماذا لو رسلتُ رسالة أو عدة رسائل؟ ما رح تنهد الدنيا يعني..ثم إنك تعرفين أنني في أضعف حالاتي..هنا أعلم أن لا أحد يقرأني..لذا رسلت الإيميلات

- على أساس أحد رد على أهلك؟ وعرف إذا أحد قرأك؟ اسكتي بالله..اسمعي..أعرف أنك مسحوبة من قلمك..ولا أريدك أن تفعلي شيئا تندمين عليه لاحقا..بسبب ضعفك الشديد وبسبب هذا القلم اللي ماعنده حدود..

-

-

أصلا خلاص ما يحتاج تسمّعيني كل هادا الكلام..ندمت بدل المرة ألف- وكنت أظن أنني أحارب الاكتئاب برسالة أو برسالتين-فوجدت أنني أزيد منسوب الاكتئاب واللاستحقاق للحد الأقصى..


- ماورد هل أريتك غلاف الأرجوحة الجديد أو بعضا من صفحاته؟ هل تودين الهيام في بعض الجمال؟








رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...