الأربعاء، 31 يوليو 2024

بياض الثلج

-قلبي يدق..وأشعر أنه يكاد يغمى علي..,وجسمي يرتجف
كنت أقيس الفستان الذي اشتريته لملكة أختي، رغم أن الفستان وصل قبل يومين لكني حتى لم أفتحه وأخرجه من العلبة..
"حُست"  في لبس الفستان، فهو بكم واحد والكم الثاني يصل للأرض.. وموديله جميل لكنني ضعت فيه، دخلت علي أسيل قالت: ماما ايش بتسوي..قلت لها : بأقيس ومو عارفة فين أدخل يدي وأصلا الفستان ضيق علي وأنا تخنت وبطلت وخلاص ما أبغى أحضر الملكة...
قالت لي أسيل: ماما ديري على ورا..دخلي يدك من هنا...والثانية من هنا..قفلي السحابة..واو ماما مرا حلو..
ابتسمت..وفجأة اتصل فهد..
كان صوته متعباَ ، جلست على الكنبة وأنا مازلت لابسة الفستان قال: نقلوني من جناحي إلى جناح الأمراض المزمنة..قرف وتعب وحتى الآن كلنا ننتظر، زحمة وفوضى..كلمي المحامي مين قلهم أبغى أجي هنا؟ منتهى البهدلة..
بعد أن انتهت المكالمة شعرت أنني الآن حقا لا أريد الذهاب للملكة، فكرة مجنونة طرأت على بالي، ماذا لو جرحت يدي الآن وتركت قطرات من الدم الأحمر تلوث الفستان الأبيض؟ أريد أن أرى دمي الآن.. أن أتأكد أنه شديد الحمرة..ذلك التباين على الأبيض يمثل حياتي..تذكرت قصة بياض الثلج حين جرحت أمها يديها فتقاطر دمها على الثلج..فتوحمت تلك الأم على هذا المنظر فكانت بياض الثلج..وأنا لماذا أريد رؤية دمي على الفستان الأبيض الآن وفي هذه الظروف..قولوا أنتم

- البارحة بدأت دورة في النقد الأدبي مع الدكتور عادل الزهراني، الدكتور عادل زميل قديم من جامعة ليدز، الدورة مدتها أسبوع، وقد رغبت أن أكون متلقية ولست مقدمة ...
الحضور كلهم دكاترة  ومن طلبة الماجستير .والدكتوراة..ولقاء البارحة كان مزيجا بين الفلسفة والأدب وعلم النفس..وهذا تماما ما يعجبني فقد مزج الدكتور عادل بمهارة بين نخبة من العلوم الانسانية..
المفترض أنني من البارحة متحمسة للقاء اليوم، لكني لا أعرف..الآن أنا أتسائل..هل يحق لي الاستمتاع بشيء؟ بأي شيء؟
أمس تناقشنا كثيرا حول عبارة لدوستويفسكي: لا تكبر..إنه فخ..
كنت تقولها يا عزيزي دستو وكأننا نكبر بمزاجنا، أو وكأننا نستطيع أن لا نفعل، أو كأنك أنت قد طبقت المقولة على نفسك أصلا...!

- اتصلت البارحة..وذكرتني مرة أخرى بحكاية الخاتم...هل تعرف إلى أي مدى أنا أحتاج الآن للاحتفاظ بذكرياتي القديمة؟ هربا من ذك الفخ الذي يدعيه دوستويفسكي..ذلك الفقد مؤلم لقلبي أكثر منك..وأنا صرت محترفة فقد بكل أنواعه، وحتى الآن لم أتعود..

الثلاثاء، 23 يوليو 2024

سبعة أشياء

ما الفرق 

إن جئت أم لم آت؟
حرفيا لم أعد أعني أحدا..
في لحظة شعرت أن هذا نوع من التخفيف، لكنه للحقيقة نوع من الاعتزال والإعراض عن كل شيء...
أنا لا أريد أي شيء...

- الحياة بدونك "صامتة"، وقاسية جدا، جافة ومملة وحقيرة ولا طعم لها..
وأنا.. أسير في الحياة كي تحدث الأشياء التي يجب أن تحدث,,
أنا أسير في الحياة حتى أصل للحدث الأكبر الذي سيقع لا محالة..
ذلك هو موتي..
أنا أنتظر، وأنتظر ، لكنه لا يأتي..أنتظره كي ننهي هذه الحكاية السخيفة..

- في محاولة لعيش شيء من الحياة..
سجلت في النادي، أنا أذهب كي أسبح فقط..
هي الرياضة الأسهل والأحب بالنسبة لي..
وكأنني سمكة عادت لموطنها..

- أعدت مشاهدة جزيرة الكنز و ليدي أوسكار بعد تجديدهما وعرضهما على شاهد..
هذين المسلسلين كانا جزءا مهما من طفولتي، الأول وهو رواية انجليزية والثاني قصة حقيقية حصلت في قصر فرساي أيام الثورة في فرنسا..
وأنا اتفرج حاولت استعادة مشاعري القديمة..
علي أعيش من جديد..
ولكن ..لا شيء هنا.. ما ذهب لن يعود..وأنا أكثر من يعرف هذه الحقيقة  المرة..
ما ذهب" ومن ذهب"  لن يعود ..
لن يعود أبدا..

- أنا لا أكتب..لا أكتب أي شيء، أشعر أنني مشغولة بأروى العربية، ولأكن حقيقية جدا، أنا لا أفعل شيئا، أنا فقط أمسك الأجزاء كي أمنعها من الانهيار، لم أكن في حياتي غير منتجة كهذه الفترة..أنا لا أفعل شيئا، أحتاج أن أتحلطم على أحد ما..وأن يخبرني أن كل شيء سيكون على مايرام..
فهد سيخرج وتعود حياتنا لسابق عهدها..
سأعود لأكتب وأصنع الكتب الجميلة
ستصبح صحتي أفضل وسأمارس كل ما أريده في الحياة..
سأسافر، وأشتري ما أود شرائه دون أن أفكر في السعر والفواتير..
سأحضر كثيرا من المعارض والمناسبات الثقافية وألبس الكعب العالي لأن صحتي ستكون أفضل وسأمشي بثقة أكبر,,
سأنهي الأبحاث المطلوبة مني وأحصل على الأستاذية,,
سأجدد بيتي وأتفق مع مهندس الديكور الفاتن "حاتم" وسيقابل جنوني بجنون أكثر.. الذي لمسته عنده
سأفعل وأفعل....
أحتاج فقط من يقول لي أنني أستطيع..
أنا أقولها لنفسي وأعلم أن شيئا مما كتبت قد يحصل عاجلا أم أجلا..
لكنني أحتاج من يقولها لي..

كتبت سبعة أشياء:
1- عودة فهد
2- كتاب جديد لي
3-صحتي أفضل
4- السفر
5-حضور المعارض والمناسبات الثقافية
6- الحصول على الاستاذية
7- إعادة تصميم منزلي من جديد
سأخبرك يا ماورد إن حصل أي من هذه السبعة..
أنت فقط...خليك معايا ولا تتخلي كما فعل الآخرين..
أنت وفية، هكذا أظن؟



 

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...