كنت أقيس الفستان الذي اشتريته لملكة أختي، رغم أن الفستان وصل قبل يومين لكني حتى لم أفتحه وأخرجه من العلبة..
"حُست" في لبس الفستان، فهو بكم واحد والكم الثاني يصل للأرض.. وموديله جميل لكنني ضعت فيه، دخلت علي أسيل قالت: ماما ايش بتسوي..قلت لها : بأقيس ومو عارفة فين أدخل يدي وأصلا الفستان ضيق علي وأنا تخنت وبطلت وخلاص ما أبغى أحضر الملكة...
قالت لي أسيل: ماما ديري على ورا..دخلي يدك من هنا...والثانية من هنا..قفلي السحابة..واو ماما مرا حلو..
ابتسمت..وفجأة اتصل فهد..
كان صوته متعباَ ، جلست على الكنبة وأنا مازلت لابسة الفستان قال: نقلوني من جناحي إلى جناح الأمراض المزمنة..قرف وتعب وحتى الآن كلنا ننتظر، زحمة وفوضى..كلمي المحامي مين قلهم أبغى أجي هنا؟ منتهى البهدلة..
بعد أن انتهت المكالمة شعرت أنني الآن حقا لا أريد الذهاب للملكة، فكرة مجنونة طرأت على بالي، ماذا لو جرحت يدي الآن وتركت قطرات من الدم الأحمر تلوث الفستان الأبيض؟ أريد أن أرى دمي الآن.. أن أتأكد أنه شديد الحمرة..ذلك التباين على الأبيض يمثل حياتي..تذكرت قصة بياض الثلج حين جرحت أمها يديها فتقاطر دمها على الثلج..فتوحمت تلك الأم على هذا المنظر فكانت بياض الثلج..وأنا لماذا أريد رؤية دمي على الفستان الأبيض الآن وفي هذه الظروف..قولوا أنتم
- البارحة بدأت دورة في النقد الأدبي مع الدكتور عادل الزهراني، الدكتور عادل زميل قديم من جامعة ليدز، الدورة مدتها أسبوع، وقد رغبت أن أكون متلقية ولست مقدمة ...
الحضور كلهم دكاترة ومن طلبة الماجستير .والدكتوراة..ولقاء البارحة كان مزيجا بين الفلسفة والأدب وعلم النفس..وهذا تماما ما يعجبني فقد مزج الدكتور عادل بمهارة بين نخبة من العلوم الانسانية..
المفترض أنني من البارحة متحمسة للقاء اليوم، لكني لا أعرف..الآن أنا أتسائل..هل يحق لي الاستمتاع بشيء؟ بأي شيء؟
أمس تناقشنا كثيرا حول عبارة لدوستويفسكي: لا تكبر..إنه فخ..
كنت تقولها يا عزيزي دستو وكأننا نكبر بمزاجنا، أو وكأننا نستطيع أن لا نفعل، أو كأنك أنت قد طبقت المقولة على نفسك أصلا...!
- اتصلت البارحة..وذكرتني مرة أخرى بحكاية الخاتم...هل تعرف إلى أي مدى أنا أحتاج الآن للاحتفاظ بذكرياتي القديمة؟ هربا من ذك الفخ الذي يدعيه دوستويفسكي..ذلك الفقد مؤلم لقلبي أكثر منك..وأنا صرت محترفة فقد بكل أنواعه، وحتى الآن لم أتعود..