الخميس، 2 يناير 2020

جميلة

سنسافر غدا إلى جنوب أفريقيا..
أتمنى أن لا تفاجئني أي تعقيدات صحية..
اشتقت لذلك السفر الذي لم أكن أشيل فيه هم شي أو أشيّله للي معايا..
وبالنسبة لرحلة انقاذ الحيتان مع ناشيونال جيوغرافيك؟ كيف سأذهب وأنا لست في كامل لياقتي الصحية؟
الاسبوع الماضي حين ذهبت المستشـفى لأخذ الإبرة الشهرية قابلت إحداهن بالصدفة، أصغر مني، جميلة كالبدر واسمها جميلة، مبتسمة طوال الوقت، عرفتني وشبهت عليها، ابنة عمها صديقتي،  هي في نفس وضعي الصحي، ضحكنا كثيرا وتبادلنا تفاصيل لا أحكيها فيها مع أحد..
قالت لنا الممرضة..هذا المرض لا يصيب إلا اللي حلوين زيكم، بالله ماشاء الله عليكم وحدة سمرا ووحدة بيضا وزي القمر" وقبل أن أرد عليها: بس يا شيخة.. نظرت إلي وسألتني: أنت مشهورة؟ وقد كنت الاسبوع اللي قبلها في كلام نواعم،ضحكت و قلت لها: طبعاً لا..يمكن شوية مرا..
كانت حالة جميلة معقدة أكثر مني، فجهاز تنظيم ضربات القلب كل شوي "يصفّر" فأحاول أن أذهب وأنادي لها ممرضة فتقول لي: فهميني بس.. كيف حتروحي وانت مشبَّكة بالأسلاك والإبر..فأتوقف وأقول:  لعن الله الأسلاك والإبر..
ترد علي وتقول: العلاج أتعب قلبي، لا تنتظم ضرباته.. وأحيانا تتسارع أو تتباطئ..أريد أن أقول للممرضة أريحي قلبي فقط..
سكت ونظرت إليها وقلت لها: كأنك خرجت من رواية يا "جميلة"..كم هذا  فاتن..من منا لا يملك قلبا متعبا؟ لو كانت الممرضة هي من تريح القلب لهان الأمر..ليت الأمور بهذه البساطة..

متحمسة لأنها المرة الأولى التي أزور فيها بلدا أفريقيا -إذا استثنينا مصر وتونس- أنا بحاجة لخضرة ولبحر..ولألوان كثيرة!






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...