
- لم أنتبه إليك يا رمضان..
- في مثل هذا الوقت أكون قد أعددت ملابس العيد..
سأحكي اليوم ثلاث حكايات:
الأولى..حكاية من عالم الجن والعفاريت
والثانية ..حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة..
والثالثة..حكاية عن أمسيات الصيف الطويلة..
في ظهر يوم الأربعاء دق هاتف ما ورد، كانت صديقتها (م) تلك التي تسعى منذ فترة للحصول على موافقة بالإبتعاث الداخلي لدراسة الدكتوراة في إحدى الجامعات الداخلية..حاولت (م) لفترة طويلة، كتبت معاريض وقدمت خطابات، حادثت أمها مدير الجامعة وذهب زوجها إليه، لكن لافائدة..مدير الجامعة الموقر يريد من (م) أن تستقل طائرة وأن تتغرب في أي بلد لنيل شهادة الدكتوارة..
أصيبت (م) بالإحباط ووقعت تحت ضغط نفسي شديد وقررت الذهاب إلى معلمة اليوجا (أ) للعلاج بالطاقة (الريكي)..
نعود من حيث بدأنا..كانت (م) قد خرجت للتو من جلسة ريكي وحين حادثت ما ورد كانت فزعة، قالت لها :(بكيت كثيراً أثناء الجلسة، شعرت بالخوف، ورأيت وجوه ناس أعرفهم انقلبت إلى كلاب وثعابين، ثم فاجئتني المعالجة (أ) بأن قالت :" أرى مكتباً كبيراً في الغرفة..إنه أكبر مكتب..تحت النافذة..أدراجه على اليمين..هناك غفي الأدارج يوجد شيء ملتصق ، ابحثوا عنه..ثمة عمل أو شيء مخبوء هناك" قالت (م) لماورد:" هذا مكتبك يا ماورد..إنها مواصفات مكتبك..!!
دعينا نذهب السبت قد نجد شيئاً يمنع أوراقي وأوراقك من الحصول على التوقيع الأخير في الجامعة"
وضعت ماورد السماعة وهي خائفة...أهذه رسالة من الله..أم شعوذة..أم ماذا؟
استشارت من حولها وحكت لصديقاتها، ثم قررت أنها لن تذهب..
أليست تلك هي مساحة خاصة بين الله وبين نفوسنا؟
لا تلوثيها بذلك الهراء يا ماورد...أولست تدعين كل ليلة بتلذذ "اللهم إني قد وجهت وجهي إليك وأسلمت أمري إليك" ابقي إذن هناك في تلك المساحة الرحبة الخاصة ودعيك من كلام الدجل والشعوذة..
سمعت ماورد الكلام وأخذت تزيد في التحصين آملة من الله أن يبقيها بقربه في تلك المساحة..!
في صباح مبكر من صباحات جدة قررت تلك المدينة النائمة أن تخلع عن وجهها برقع البساطة وأن تري ماورد الوجه الاخر المخملي منها..
توجهت ماورد وصديقاتها الثلاثة إلى مركز "السبا" الفخم ذاك، خلعت كل منهم ملابسها وارتدت روباً وخفاً أبيض وبدأ برنامج ألف ليلة وليلة منذ الصباح المبكر..ما بين حمام مغربي و"سكراب" منعش بالماء الساخن لكل الجسد، مابين مساج باستخدام الحصى الساخن والإستلقاء على السرير الأزرق المائي، ما بين مساج القدم "الرفلكسولوجي" والسلطة الخضراء وعصيرات الفواكه المنعشة الطازجة قضت الفتيات الأربعة عدة ساعات كأنهن أميرات اسطوريات يدللن أجسادهن ويشعرن أن للحياة وجه باذخ جداً..
انتهى ذلك اليوم بـ" كافيار فيشل" خرجن بعده الأميرات الربعة يلمعن من النظافة وينزلقن من النعومة..
كانت تجربة تستحق أن تعاش..:)
قررت ماورد أن تختم الأسبوع بقضاء يومين في درة العروس مع خالاتها الإثنيتن وكم كبير من البنات الصغيرات..
في الحقيقة كانت ماورد متشوقة للسباحة، كانت تشعر يشوق كبير للموج ولرائحة البحر وملمسه على جسدها الجاف..
ولكن، وعلى الرغم من متعة قضاء الوقت باسترخاء بعيداً عن كل شيء..إلا أن البحر كان يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى في تعب وإنهاك..
في المساء، كان الحر والرطوبة أكبر من أن يجعل أي أحد يستمتع بانعكاس الأضواء على صفحة المياه..
وفي الصباح كان منظر البحر المشقوق كبحيرة صغيرة أمام المساكن كمستنقع راكد لا يغري أبداً بأي بلل..
عادت ماورد وما زالت جافة..لم ينظر ال بحر في عينيها ولم يمنحها قبلة مغوية كعادته..
رسالة اليوم:
.......وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.
اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك سأك...