الاثنين، 7 أبريل 2025

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا

بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأكتب لك- أنا ماورد خميّس-  فاسمعيني جيدا، سأحاول أن أكون لطيفة معك..سأحاول..لكن لا أعدك..

اتركي كل هذا التقاعس فلم أعهدك هكذا..أعرف أنك لا تحبين الضعف ولا المرض ولا الوجوم دون فعل شيء، وأعرف أنه لم يسبق أن مررت بمثل هذا مسبقا، لم يسبق أن انهدت الحياة- هكذا مرة واحدة - على رأسك، لم يسبق لك البكاء بكل هذا الصدق والحرقة..لم يسبق لك تناول حبوب الاكتئاب ومراجعة طبيب نفسي، والانسحاب من الحياة، لم يسبق لك التوقف عن الكتابة والتعامل مع الحياة بكل هذا الطناش واللامبالاة، أقفلت كل النوافذ وحنقت على كل العلاقات..هجرت صديقاتك وأصدقائك..وكأنك قاطعت أمك وأخواتك..أهل زوجك توقفت عن زيارتهم إلا لماماَ ، ابنائك لا تتحدثين معهم رغم وجودك معهم في نفس المكان..السباحة توقفت عنها، العلاج الطبيعي تركته، حتى أنك لم تشتر ملابس جديدة.. أي ملابس لا في العيد ولا قبله ولا بعده..

الآن ركزي معي..

لا يهمني كل ما فات..لكن أرجوك، خلاص كفاية...هل يستحق الأمر كل هذا الحزن؟ هل يستحق "هو" أن توقفي حياتك من أجله؟ صدقيني تستطيعين أن تعيشي بدونه، ولا تتأملي في العفو كما حصل في رمضان فتبدين كمن يأكل سكاكر مُرة..

طنشي وافعلي ما يجب عليك فعله..ودعك منه فهو لا يستحق ويكفي ما فعله بك..

التفتي قليلا لأروى العربية..أكملي البحث الجميل الذي بدأته وانشري بحثك الذي كتبته، افتحي فايلاتك واقرأي ما كتبته من قصص وما بدأتيه من نصوص، أكملي مشاريع أروى العربية المتوقفة..واشتر ملابس..حتي شعرك صار طويلا كما لم يطل من زمان..

ربما..أقول ربما، تذهبين إلى بيروت قريبا، فكري وخططي وستفعلين..

لا تحزني لأن لا أحد يأبه ولا أصدقاء يهتمون..تعرفين أنه بوسعك المضي مهما كنت وحدك..ثم تذكري أنك من قرر الانسحاب..

صدقيني العلاج الطبيعي الذي رجعت إليه الآن سيفرق معاك..وستشعرين أنك أفضل وأقوى وأكثر نشاطا وصحة.. وربما تعودين للسباحة مستقبلا

والله أعرف أن ما أقوله صعب..لكن أنا متأكدة أن بوسعك أداء ذلك..

ألم يقل أحدهم لك أمس: أنت قبيلة من النساء، فابتسمت له ابتسامتك المتهكمة التي لا تدل على شيء؟

ألم تقل أخصائية المكياج لك أنك أجمل أخواتك؟ وأنت فستانك جميل ولونه لايق عليك؟ لماذا لا تأخذين أيا من هذه الملاحظات بعين الاعتبار ولا تتوقفين عن الشعور بالإحراج لأنك تمشين بعكاز أحيانا ولأنك تفكرين في الخرجة مئات المرات وتفضلين البيت رغم كل شيء؟ ولا تودين رؤية أو مقابلة أي أحد.. تذكري أنت من اخترت يا عزيزتي..

الآن عديني أنها ستكون بداية جديدة..!!


- لا أعدك يا ماورد، لكن رغم كل شيء شكرا على كل ما قلته..

لا أعدك لأنني لست متأكدة أنني امتلك الطاقة لكل الحياة، أنا أعيش ربع الحياة فقط...تذكرين موضوع الاستحقاق الذي تحدثنا فيه قبلا؟

رغم الحبوب والأطباء النفسيين لا زلت أشعر بعد الاستحقاق ولست أدري من رماني على قارعة الطريق وخبط رأسي بالرصيف ..هل تظنينه فهد؟ لا أريد الحديث عنه فهذا يسبب لي توترا وقلقا ومزيدا من الشعور بعدم الاستحقاق..

الآن سأحاول أن أبدأ بنشر البحث الجاهز ومحاولة كتابة البحث الذي بدأت فيه في رمضان..سأحاول أن أقسم المهام لأجزاء صغيرة..

اليوم كان لي اجتماع مع ابراهيم على أروى العربية وقد كلفته بمتابعة عدد من المهام ومباشرة عدد من الأعمال المتوقفة. Kأجل سأحاول الحياة بعيدا عن الصديقات والأصدقاء..كان اليوم قد عرض علي أحد الأصدقاء الحضور للرياض وقال أنه سيمشيني ويغير لي جو..ابتسمت ابتسامتي المتهكمة وقلت له: لا أحب الرياض في الصيف وفي قلبي: من جدك؟ تدلعني وتمشيني؟ احنا فين احنا؟ انت مين؟ أنا مين؟ أنا أحتاج أصدقائي القدامى الراحلين..لا أريد منهم شيئا والله..فقط أريد قليلا من الحديث دون أن يحكم علي أحد..

المهم يا ماورد..سأحاول ..وأنت كوني الصديقة التي لا أجدها، اكتبي لي..وتطمني علي..لو سمحت

الجمعة، 4 أبريل 2025

حكاية حزينة

 - أجلس في غرفة الجلوس الصغيرة الحميمة منذ الصباح..قمت عدة مرات للغداء والصلاة ولترتيب ملابسي وقائمة الأشياء التي ستذهب للفندق غدا..سأتحدث عن غد لاحقا..

الآن أريد أن أخبرك يا ماورد عن ذكرى قديمة، تذكرين في ليدز في الليل حين كان القمر دوما يطل من شباك غرفتي الكبير، كنت أظن أنه يراقبني وأنا نائمة ويحرسني طوال الليل خاصة أنني كنت أنام والشباك مفتوح لعدم وجود مكيفات وأنا أحب الأجواء الباردة أثناء نومي، الآن أنا على الأريكة الخضراء تحت الشباك والقمر ينظر إلي بضوئه الساطع وكأنه يريد أن يقول شيئا..

أعرف أنها تبدو خيالات ساذجة وطفولية جدا وغير جديرة بالكتابة..لكن منذ زمن بعيد لم تنتابني مشاعر بسيطة إلى هذا الحد ووقفت للحظة لأحتفي بها.no judgments please 

لنعد إلى حكاية الفندق غدا، غدا هو فرح سارة..آخر حبة من الأخوات..أمي لم تطلب مني مساعدة من أي نوع، فقط طلبت شغالاتي والسيارة والسائق،  لسبب ما أمي تظن أنني وفي ظروفي الحالية -الصحية والحياتية- لا أستطيع أن أقدم مساعدة أكثر، مزن مشغولة بأبنائها وسارة العروسة، ذهبت معها رؤى وعادت وهي تكاد تنفجر غضبا وحنقا من مود أمي الملتهب اللامعقول و كأنه بركان بسبب التوتر لترتيبات الفرح وتفاصيله الصغيرة..

قلت لها: ألم تتعودي بعد على أمنا؟ المهم أن سارة آخر حبة....الحمد لله

لست في مود عرس أبد..لماذا لا يتزوج الناس بهدوء وبدون هذه الجلبة؟


- آخر كلام من أحد المحامين وهو والد صديق سارية ، حادثه أمس وقال له إن الموضوع وقت فقط فالسجون ممتلئة ولابد من تفريغها سريعا لنزلاء جدد..

ألا يبدو ذلك تراجيديا لدرجة كوميدية...؟!


- أنا خائفة..خائفة للانخراط في الحياة الحقيقية مجددا بعد هذه الإجازة القصيرة، متطلبات الحياة ومسئولياتها تتربص بي من جديد.. تنتظر لتنقض علي وتفتك بي...

أعرف أنني لست ضعيفة وأنني لها، لكن هناك الكثير الذي يؤرقني يا ماورد..يؤرقني جدا، ولا أجد له حلا ولا وقتا...ولا سندا

أصلا تعودت أن أمشي بلا سند أو حتى بلا عصا أتوكأ عليها مع كل هذا الثقل..

انهد حيلي وكبرت قرنا

- لماذا بيتي يعج بالكتب الجديدة ولم أقرأ منها شيئا؟ لماذا عقلي يزدحم بالأفكار والأبحاث والقصائد والقصص ولم أكتب منها شيئا..؟ لماذا؟

- أروى العربية حكاية حزينة



رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...