
- إنه اليوم الأول في سنتي الجديدة...
..
.
دائماً البدايات تخيفني بقدر ما تثيرني..
ودائماً أواسط الأشياء تصيبني بالملل ..
ودائماً النهايات تحزنني وتغمرني بالشجن...
في أي مرحلة أنا الآن؟
أتراني في بداية سنتي الجديدة؟ أو نهاية سنتي الفائتة؟ أم أنني أقف في أواسط العمر الذي يجري دون أن يتلفت ورائه؟
كل عام وأنا أروى..كل عام وأنا بخير..كل عام وأنا أم ليست منهكة..وأنا فتاة ليست ضجرة..وأنا كاتبة ليست مسروقة الأحلام..وأنا امرأة لم تنسى كيف تمارس الرقص على حواف حزنها..!
- إبريل..يعني بدايات الربيع التي رأيتها هنا..الشجرة التي يطل عليها شباكي الكبير أزهرت ورداً أبيضاً..وحديقتي الأمامية الصغيرة امتلئت زهوراً ملونة لست أدري من دس بذورها في غفلة من الشتاء القاسي..والشجرة الأخرى تمتلئ بأعشاش الحمام وأنواع أخرى من الطيور لا أعرف اسمها..وفي حديقتي الخلفية تتقافز السناجب لاهية ولاعبة مالئة الأجواء شقاوة..
بدأ النهار يصير طويلاً..والظلام لا يهبط قبل أن يستأذن لحط رحاله في خجل ثم بعدها يرحل مبكراً قبل أن تستيقظ الدنيا لتمارس ..الربيع..!
إبريل يعني ..كذبة..ولست أدري من الأحمق الذي خطرت على باله هذه الفكرة! الأنه انصدم بمجيئ الربيع الطلق المختال الضاحك بعد شهور الشتاء المملة القاسية فلم يصدق أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث بالمنطق...!
إبريل يعني...أنا..!